الخميس، 6 نوفمبر 2014

الحفظ والذاكرة ...

منشورات متفرقة عن الحفظ كنت قد نشرتها منذ مدة والآن أجمعها في منشور واحد لعل فيها ما ينفع بإذن الله:
اسمَعْ كأن القائل يبلغك وصية سيموت بمجرد تمام كلامه...
واقرأ كأن الكلام مكتوب في الرمل سيمحوه الموج فور تمام القراءة...
فمنذ ظهور وسائل الحفظ الصناعية صرنا نعول عليها بحجة أنا نحفظ فيها مؤقتاً لكي نحفظ المعلومات في قلوبنا فيما بعد..
ولكن لكل وقت شغله فيضيع الحفظ بالتسويف والتأجيل..
كنا نحفظ أرقام كثير من الهواتف قبل أن تظهر الهواتف التي تحفظ الأرقام!!!
وكثير من الذين لا يعرفون الكتابة تجد ذواكرهم أقوى لأن ليس لهم خيار إلا التخزين في القلوب...

عليك بالحفظ دون الجمع في الكتب..فإنّ للكتب آفاتٌ تفرّقها
فالمـاء يغرقهـا والـنار تحــرقـها..والفار يخرقها واللص يسرقها

والفايروس يدمّرها
وقد قيل: حرف في قلبك خير من ألف في كتبك...
ومن مُثبّتات الحفظ عند طالب العلم المدارسةُ والمناظرة...
وثقافة المناظرات في المدارس والجامعات والمساجد وغيرها، دليل على صحة المجتمع واحترام لعقول الناس...ولكن أين هي؟!!!

وفي الحفظ قال الشافعي وحق له أن يقول:
علمــي معي حيثــما يممــت ينفعنـي...قلبــي وعــاء لــه لا بــــطــن صــنــدوقــي
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي...أو كنت في السوق كان العلم في السوق

وقد تم تحريق كتب بعض العلماء فأعادوا كتابتها لأن علمهم في صدورهم لا في سطورهم...
وهذا لا يعني عدم تقييد العلم ولا يقلل من شأن الكتب والذواكر...إنما الحث على عدم الاقتصار على التدوين دون الحفظ...
وللحفظ بالمدارسة والمناظرة أيضاً قيل: مطارحة ساعة خير من تكرار شهر...
وقالوا: تكون المطارحة مع منصف سليم الطبع وإياك ومذاكرة المتعنّت فإن الطبيعة متسرية والأخلاق متعدية والمجاورة مؤثرة...
ومما وصفوه لتقوية الحفظ:
قلة الأكل...
وقيام الليل...
وقراءة القران...
والسواك...
وشرب العسل...
وأكل الزبيب على الريق...

ومن وسائل تسهيل الحفظ جرت عادة العلماء على نظم المعلومات في أبيات من الشعر ...فحفظ المنظوم أيسر من حفظ المنثور...
فأبدعوا النظم في كل المجالات العلمية حتى الكيمياء والطب والفلك وغيرها مما قد يُستغرب أن يكون فيه نظم...

ومن دواعي الحفظ أن المعلومة إذا أُلبِسَت ثوباً جميلاً حُفظت في ذهن المُستقبِل لها، لأنه إن لم يحفظها لسواد عينيها حفظها لجمال ثوبها...
والسلام عليكم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق